أحاول أن أكتب بغزارة الفترة الحالية ، لكني كسول و دائماً ما أثبط همتي بنفسي .. أحياناً أفقد المعنى و الهدف من الكتابة .. على أية حال سأحاول الكتابة بغزارة ، أعلم أنني لن أصبح كـ "ماري فاولكنر " لكنني سأحاول تنشيط نفسي أكثر و أكثر .
قبل أن تقرأ ما ستقرأ ، قبل أن ترفع حاجباك أو تضمهما ، قبل أن تتفوه بكلمة أو ترفع يدك مشيراً إلى صورة ، فيديو أو حتى مقال ما من نوع " و ما أدراك أنت ؟!" .. عليك أن تعلم أنني لن أسرد وقائع محددة .
ماتت مصر .. ماتت بتاريخ 25 / 1 / 2011 .. ماتت و لم تترك لنا سوى ذكريات غضبنا المكبوت حتى تاريخه .. لكن .. لكنها نهضت من بين رمادها ... نهضت كأي عنقاء تحترم نفسها ، و أخرجت لسانها للنظام ثم قالت
يحبك يا شعب
( البوست فوضوي ، غير مرتب بطريقة منطقية أو غير منطقية .. نعم .. هو هراء آخر أكتبه ، لكنه هرائي أنا .. و لو كره المدونون )
أي حرف (مــ) لا يعني مبارك (هع)
في المظاهرة .. غضبنا و ضحكنا ، لم ننس حب الله للاتقان .. ضحكنا غاضبين ضحكاً و غضباً متقناً كما لم نضحك أو نغضب من قبل
استطعت -أخيراً التخلص من شيطاني الأليف ، لم لا يتخلص شعب مصر من ملكهم الإله المدلل ؟
المصريون الآن - على الأقل الجزء الذي يحتويني - يؤمنون بأنهم ثوار ، بل ان الأمر وصل إلى الحد الذي جعلهم يعتقدون أنك لو بحثت عن كلمة ثورة في أي قاموس لأي لغة ستجد صورتهم هناك .
( مـــ ) يطبق مقولة ميكيافيللي " الغاية تبرر الوسيلة " ، و لأنك لا تستطيع تعليم كلبك العجوز حيلة جديدة ، فلن يكون ( مـــ ) قادراً على كبح جماح شعبه الثائر بطرقه المعتادة ، و يقال أنك إذا " اتلسعت من الحساء ، عليك بالنفخ في الزبادي " .. منع - الغبي - التكنولوجيا و فرض عزلة على شعبه .. أعاد الخيالة .. صرنا الآن متخلفين عن العالم بقدر ما عاش هو ... إذا كان سيادته يعني أي شئ على الإطلاق ، فهو يعني ما لا نريد سماعه .
رئيس أنزل بي صفعة .. فاغتظت إذ ضيع حرمتي
وقال في ظهرك جاءت يدي .. قلت لا و الله في رقبتي
لا أعلم كيف خدعكم أيها البلهاء بكلماته المنمقة و مظهر الصدق الذي فرضه على كلماته بنبرة صوته الهادئة - الباردة - الواثقة .. يبدو أ، مقولة جورج أورويل الشهيرة لم تمر عليكم أبداً " اللغة السياسية مصممة لتعطي الكذب مظهراً صادقاً ، للقتل مظهراً محترماً و رحيماً ، و للهواء الصرف مظهر الجمود و الصلابة " .. ألا تصدقوني ؟ .. إذا كلفتم أنفسكم فقط عناء البحث لوجدتم الكثير و الكثير من أكاذيب قالها .. صدقوني .. هو كاذب بقدر ما هو مبارك .. هل تريدون أمثلة ؟ .. حسناً ، تفضلوا :
- في 1981 صرح مبارك بأنه لن يبقى أكثر من فترتي رئاسة
- مد قانون الطوارئ
- هل كنت موجوداً أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة و ما شهدته من نزاهة وعدنا بها مبارك !
لم يعطنا الحرية كما يظن ، لم يوفر لنا سوى مظهرها البراق .. نحن تحت إمرة فرعوننا .. ابن الإله .. الحرية كما تعلمت من طاغور حقيقية فقط إذا كان هدفها إظهار الحق .. هي الحق في إظهار الحق .. أعطانا مبارك الحرية و منعنا عن محاولة إظهار الحق .. الحق الذي بدأ في الظهور بعد ما انتفضنا .. حكومة فاشلة يكرهها الشعب ، وزير داخلية خائن ، وززير سياحة فاسد ، وزير صحة مريض .
هل كان مبارك يعلم بهذا الفساد الموجود حوله ؟
نعم : إذاً هو فاسد
لا : إذاً هو غافل - أو مغفل - و هي الإجابة الأشد خطورة
بالإجابة الأولى يحرق البلد و بالثانية يغرقها .
في أحد أكثر حلامي جموحاً تصورته على رأس قبيلة في قريش ، قبيلة تناطح بني هاشم و بني أمية ثرائهم و نفوذهم .. قابلته في طريق ما .. نظر إلي بحرقة و قال لي
- لماذا يهجرني كلما ضربته بالسوط ؟
- من هو ؟
- قل هم
-من هم ؟
- شعبي !
علينا أن نصرخ بالحقيقة ، فصراخنا بالحقيقة في زمن الخداع هو عمل ثوري .. نريد المساواة ، و لا نريد أن يكون بعض الأشخاص متساوين أكثر من غيرهم . .. ماذا لو مات مبارك فجأة ، هل ستسقط تلك الشرعية الدستورية ؟ ، فقط تذكرت ويليام هنري هاريسون الذي توفي بعد شهر واحد من تنصيبه رئيساً لأمريكا .. " إذا خفت شيئاً فقع فيه ، فإن توقيك منه أعظم من الوقوع فيه "
أتمنى أن يصبح مستر بين رئيساً للجمهورية ، أعلم أنه غبي و فوضوي أبله ، لكنه على الأقل لن يرد علينا و يقول " إحلبوه " حين نقول " ده ثور يا ريس " .
قالوا مخربين ، عملاء ، جواسيس ، أطفال ، أغبياء ، بلطجية ، و .... ( لفظة لن أكتبها فمدونتي نظيفة لا تقبل البذاءات )
أما الحزب الوطني فيذكرني بكهنة آمون و تجار قريش .. عارضوا الحق بدافع الحفاظ على مصادر رزق سهلة لهم .. لا لا .. لن نعطي القيصر و أعوانه ما ليس لهم .. لا نريد .. إرادتنا فوق أ] اعتبار .. على الحكّام أن يخافوا من شعوبهم ، لا أن يخاف الشعوب من حكّامهم .. نستطيع العيش بالحكام و نستطيع العيش بدونهم .. خير البر عاجله .
اخترناك كما اخترنا الجمبري .. عن طريق المفاجأة .. أسهل من الانتخابات و أسرع من الاستفتاءات .
قد بُلينا برئيس ... ظلم الناس و سبَّح
فهو كالجزار فيهم ... يذكر الله و يذبح
أنا عائد إلى التحرير مطالباً بسقوط النظام ، بحل البرلمان ، بانهاء حالة الطوارئ ، و بتوفير وجبة كنتاكي لكل متظاهر ! .
لن أتنازل عن أي من مطالبي و بخاصة المطلب الأخير ، هل تثوروا معنا أم نأكل الكنتاكي وحدنا ؟ .. يا لهم من حمقى ، و يا لي من مغفل ..أترككم في أمان الله يا زملائي الأعزاء العاملين بدوام كامل في اللجان الشعبية ، على أن أراكم مساءاً .
يا من تمنى الثورة قم فاغتنم .. هذا أوان القيام ما فاتا
قد رخص " مــ " على أهله .. و مات من لا عمره ماتا
"فعلاقة المواطن المصري بالحكومة على الأغلب الأعم هي علاقة عداوة مريبة أو مهادنة محتملة ، لم تبلغ أن تكون علاقة ود يحرص عليه أو ضمان يحميه إلا في الندرة التي لا يقاس عليها "
مقولة العقاد هذه موجهة للفريق أحمد شفيق .. مهادنة يا سيادة الفريق .
إنَّما يُؤْتي السُّلطانُ ويَفسُدُ أمرُهُ من قِبَلِ سِتَّةِ أشياءَ: الحِرمانِ والفتنَةِ والهوى والفَظاظَةِ والزَّمانِ والخُرقِ.
فأمَّا الحِرمَانُ فأن يُحرَمَ من صالحي الأعوانِ والنُّصَحاءِ والسَّاسَةِ من أهلِ الرأيِ والنَّجدَةِ والأمانَةِ، وأن يكونَ مَنْ حَولَهُ فاسِدًا مانِعًا من وُصولِ أمورِ المُلكِ إليه، وأن يَحرِمَ هو أهلَ النَّصيحَةِ والصَّلاحِ من عنايتِهِ والتِفاتِهِ إليهم.
وأمَّا الفِتنَةُ فهي تُحارِبُ رعيَّتَهُ ووقوعُ الخِلافِ والنِّزاعِ بينهم.
وأمَّا الهوى فالإغرامُ بالنِّساءِ واللَّهوِ والشَّرابِ والصَّيدِ وما أشبَهَ ذلك.
وأمَّا الفَظاظَةُ فهي إفراطُ الشِّدَّةِ حتي يَجمَحَ اللِّسانُ بالشَّتمِ واليَدُ بالبَطشِ في غيرِ موضِعِهِما.
وأمَّا الزَّمانُ فهو ما يُصيبُ الناسَ مِنَ السِّنينَ مِنَ المَوتاَنِ ونَقصِ الثَّمَراتِ والغَزَواتِ وأشباهِ ذلك.
وأمَّا الخُرقُ فإعمالُ الشِّدَّةِ في مَوضِعِ اللين ، أو اللين في مَوضِعِ الشِّدَّةِ .
هامـــــش
إقرأ :
لماذا لا يجب ألا نصدق أي كلمة قالها مبارك ؟( كتابات نوارة نجم )
شبهات حول الثورة المصرية( أحمد كمال - رحايا العمر )
ثم من نحن؟؟( ذو النون المصري )
نقاء الثورة ومستنقع السياسة( محمد حمدي - دماغي )
" إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " ( المهندس : )
أصلها جماعة محظورة وبتأكل كنتاكى وبتتجوز فى الميدان ( كريم - شاب فقري )
في أن الشعوب ذات الإرادة، لها وحدها محض السيادة ( أحمد - خمسة استعباط )
*ماري فاولكنر ( 1903 - 1973 ) : كاتبة جنوب أفريقية ، برصيد 904 كتاب . أعدتها موسوعة جينيس على أنها الكاتبة الأغزر انتاجاً ، كتبت تحت أكثر من اسم مستعار .. درست بشكل خاص في دير القلب المقدس بباريس و دير السكاكيني .. بالقاهرة ! .
شبهات حول الثورة المصرية
عندما بدأ الشباب بعمل ثورة يوم 25 يناير تطالب بالتغيير بشكل شامل و لكن سلمي ، أيد هذه الثورة الشريفة كافة طوائف الشعب ، و رأيناهم يلتفون حولها و يباركونها ، و لكن الأمور أخذت منعطفا جديدا من بعد عدة تنازلات للرئيس مبارك ، و بعد عودة الانترنت للعمل ، و بعد ظهور وجوه جديدة تمثل السلطة مثل اللواء عمر سليمان و اللواء أحمد شفيق ، و تمثل هذا في النقاش حول جدوى الاستمرار في التظاهر و الاعتصام ، و فيما يلي أبرز نقاط هذا النقاش بين معارض لاستمرار التظاهر و مؤيد له .
معارض: لقد تحققت كل مطالب المتظاهرين على يد الرئيس مبارك من خلال عدة مواقف و مراجعات ، فلماذا نستمر في التظاهر؟
مؤيد: لم يتحقق أي من المطالب ، كل ما تحقق هو تغيير شكلي في بعض الوجوه التي تنتمي إلى نفس النظام ، و تتبنى نفس السياسة ، بالاضافة إلى بعض الوعود التي تفتقد إلى ضمانات ، و صدرت عن شخص فقدنا الثقة فيه هو الرئيس مبارك .
معارض: إن في كلامك مغالاة ! فالوضع الآن هو بكل تأكيد أفضل عما قبل ..
مؤيد: الوضع الرسمي و القانوني لم يتغير حتى الآن ، و كما قلت فإن الوعود يتم الالتفاف عليها من قبل ترزية القوانين ، و جميع آليات النظام القديم مازالت قائمة ، متمثلة في نفس الرئيس ، نفس الدستور ، نفس المجالس النيابية المزورة ، و نفس الحكومة الملوثة .
معارض: و لكن ما تحقق حتى الآن لم نكن نحلم به قبل 25 يناير ..
مؤيد: ما تحقق لا يرقى إلى مستوى المطالب ، فإذا كنا نطالب بحقوقنا التي نتفق كلنا حولها ، فلماذا نقبل التفريط فيها؟
معارض: و ما المشكلة في أن نعطي الرئيس فرصة ، و إن لم يحقق وعوده فميدان التحرير موجود ، و يمكننا أن ننزل مرة أخرى ؟
مؤيد: إن الأسلوب القمعي الذي تعامل به الرئيس مع المتظاهرين سلميا حتى الآن لا يدع مجالا للشك بأنه مستمر في محاولات القضاء عليهم ، و إخماد أصواتهم بشتى السبل ، و لو كنت مكانه و بجبروته و استتب لي الأمر مرة أخرى فلن أتوانى عن الانتقام من كل من جعلني اضحوكة العالم ، و لقمت بعمل كل ما يلزم من أجل إجهاض أي حركة مماثلة في المستقبل القريب أو البعيد . إن أنصاف الثورات هي أكفان الشعوب .
معارض: هذا مستحيل ! هل تعتقد أن العالم من حولنا سيسمح له بهذا ؟
مؤيد: أولا العالم من حولنا و خاصة أمريكا لا نطالبهم بتحقيق مطالبنا ، و إنما ننتزعها نحن بأنفسنا ، و ثانيا إن هذا العالم لم يكن يأبه بحالنا طوال السنين الماضية ، مع علمهم التام بديكتاتورية النظام و ظلمه ، كما أن مصالح الدول الكبرى مرتبطة بنظام مبارك ، و نفاقهم معروف ، و خطابهم يتغير بتغير الظروف ، كما حدث في أول الثورة من الكلام عن استقرار مصر ، ثم التحول تدريجيا إلى الكلام عن ضرورة التغيير ..
معارض: المشكلة أن مطالب الثورة تتغير ، و سقف توقعاتها يعلو بشكل غير واقعي ، و بهذه النتيجة لن نصل إلى لحظة توقف قط !
مؤيد: مطالب الثورة ثابتة و معلنة من قبل يوم 25 يناير ، و هي اسقاط النظام الحالي بكافة آلياته ، بتكوين حكومة انقاذ وطني تتولى عمل دستور جديد ، و تنظم انتخابات تشريعية و رئاسية جديدة ، و قبل كل شئ اسقاط رمز النظام ، و هو مبارك شخصيا .
معارض: ألا تلاحظ أن الحكومة تغيرت بالفعل ، و الرئيس وعد بتغيير المواد 76 و 77 من الدستور ، و بالنظر في طعون مجلس الشعب ؟ هل مشكلتك في مبارك شخصيا ؟
مؤيد: تغيرت في الحكومة بعض الوجوه ، و مع ذلك بقيت سياسة القمع و التضليل الإعلامي ، و مجلس الشعب لن يحل ، و سيقوم "سيد قراره" بعمل ما يلزم للمحافظة على الأغلبية للحزب الوطني الذي فقد شرعيته و لم يعد له وجود في الشارع إلا من خلال البلطجية ، و ذكر تعديل الدستور لم يتطرق إلى المادة 88 التي تضمن عدم تزوير الانتخابات ، و سيتم عمل التعديل بواسطة المجلس المزور ، ناهيك عن أن قانون الطوارئ مستمر ، و جهاز أمن الدولة كامل لم يتفكك ، و لم يتحمل أحد مسئولية دماءنا التي سالت ، و التي تكبر مبارك حتى عن ذكرها أو الاعتذار عنها . إن المشكلة أننا طالبنا بتغيير النظام ، و لكنه مازال باقيا بكافة آلياته و أدواته كما ذكرت من قبل .
معارض: بافتراض أن ما تقوله صحيح ، هل يرضيك وضع البلد الصعب ؟ إن انعدام الأمن و شلل الحياة يقتل الناس البسطاء الذين لا ناقة لهم و لا جمل فيما يحدث ، فلا هم معارضين ، و لا هم من الحكومة ؟
مؤيد: المظاهرات الجارية سلمية ، لا يقوم المتظاهرون بالضرب أو التخريب ، فما الذي يشل الحياة ؟ إنه النظام الذي يريد أن يضغط على الناس حتى يرجعوا عن مطالبهم ، إنه النظام الذي سحب الشرطة ، و أطلق المساجين ، و منع شاحنات البنزين و الدقيق من الحركة ، حتى يوهم الناس أن الثورة هي من يفعل ذلك . إن انضمام كافة الناس للثورة هو ما يعجل حقا بانهاء هذه الحالة ، لأن هذا النظام المجرم لن يتوانى عن فعل أي شئ يضمن بقائه . و في النهاية سيكون البسطاء من الناس هم أكبر المستفيدين من نتائج الثورة بإذن الله ، فأحد مطالب الثورة هي سيادة القانون و تطبيق أحكام القضاء و منها حكم المحكمة بجعل الحد الأدنى للأجور 1200 جنيه بدلا من 400 جنيه ، مما سينعكس على الفقراء بشكل مباشر .
معارض: و لماذا نعطيهم الفرصة بأن يعذبونا بهذا الشكل ، لقد تعبنا مما يحدث من سرقة و فوضى ؟
مؤيد: و هل من الحكمة أن نسلم أنفسنا لمن يعاملنا بهذ الطريقة ؟ هل ترضى بأن تضحي بحريتك من أجل أن تأمن ؟ إن من يضحي بحريته من أجل أمنه يخسر الإثنين ، و لقد جربنا و عشنا هذا لعقود طويلة .
معارض: و لكن يبقى أن كل ما يطلب لا يمكن إدراكه في الحال ، كما أن رحيل الرئيس يخلق فراغا دستوريا يمنع اجراء ما يطلب من اصلاحات ..
مؤيد: إننا نعيش ثورة على النظام ، مما يعطل أحكام الدستور نفسها ، و أساطين النظام إنما يروجون لما تقول دسا لرؤوسهم في الرمال ، إننا نرفض الدستور الحالي أصلا و نطالب بتغييره . يجب ملاحظة أن الدستور نفسه يقر أن الشعب مصدر السلطات ، و الشرعية الشعبية أكبر من الشرعية الدستورية .
معارض: و هل خروج 8 مليون فقط يمثل كل ال 80 مليون مصري؟
مؤيد: مارتن لوثر استطاع بحشد 200 ألف من أصل 200 مليون أمريكي من أن يغير تشريعات بلده للمساواة بين البيض و السود ، لدرجة وصول رئيس أسود للبيت الأبيض ! ألا ترى أن خروج 1 في الألف أقل 100 مرة من خروج 10% من الشعب المصري في ثورتنا ؟
معارض: ألا ترى أن هذه الثورة قد تم استغلالها لحساب أجندات خارجية تمول استمرار تأججها ؟
مؤيد: كما وضحت سابقا أن مطالب الثورة لم تلبى بعد ، و على كل من يبحث عن الأصابع الأجنبية أن ينزل إلى ميدان التحرير ليرى من هم المحتجون ، و ما هي أجنداتهم !
معارض: و ماذا عن الإخوان؟
مؤيد: هل من المفترض أن تبعث هذه الكلمة الرعب في كل من يسمعها ؟ نعم الإخوان جزء مما يحدث ، مثلما كانوا جزءا من الاحتجاجات السابقة للثورة منذ سنين ، و مثلما كانوا جزءا من معركة الاصلاح من خلال خوض الانتخابات ، و تعرضوا للاعتقال و التعذيب و التشريد ، و من حقهم أن يكونوا جزءا من الثورة .
معارض: هل يعني هذا أنك توافق على تحول مصر إلى إيران أخرى؟
مؤيد: هذا استدلال فاسد ، و للعلم فإن الإخوان لا يطالبون بقيادة حكومة أو ترشيح رئيس ، و على كل لماذا لا تتحول مصر إلى تركيا أخرى ؟ فحزب العدالة و التنمية الحاكم هناك هو أحد ممثلي الفكر الإخواني التركي . و أحب أن أطمئنك أن تعدد الاختيارات أمام الشعب لن يفرز بالضرورة أغلبية برلمانية للإخوان في اعتقادي الشخصي .
معارض: أرى أنك تبسط الأمور ، فضلوع الإخوان و أيد أخرى خارجية يبدو واضحا ..
مؤيد: دعني أكمل لك ما تروجه الآلة الإعلامية المصرية: فتارة هم الإخوان ، و تارة الموساد (رغم أن إسرائيل مازالت الدولة الوحيدة الداعمة لمبارك) ، و تارة أمريكا ، و تارة إيران ، و تارة قطر .. هل نسيت أحدا ؟
معارض: على ذكر قطر ، ضلوع قناة الجزيرة أيضا هو جزء من المؤامرة ..
مؤيد: أرجوك عندما أكون في ميدان التحرير بنفسي ، ثم أسمع القنوات المصرية تكذب و تدلس ، ثم أسمع الجزيرة تقول الحقيقة ، فلا تقل لي أن هذا جزء من مؤامرة ، و لو أردت الإنصاف لقلت أن الجزيرة تشجع الثورة ، و لكنها ليست أحد أسبابها يا سيدي . بل دعني أقل لك أن افتراءات القنوات المصرية العامة منها و الخاصة هو ضلوع في مؤامرة تغييب الشعب و تضليله ، كما دأبت طوال تاريخها ، مما يفسر بقاء أنس الفقي بالذات في منصبه الحرج . و بالمناسبة جل من يتحدثون في القنوات المصرية العامة غير حقيقيين و كلامهم مملى عليهم ، و من يريد معرفة الحقيقة عليه بالنزول إلى الشارع ليفهم .
معارض: دعنا من السياسة بتفاصيلها المتعبة ، أليس ما يحدث خروجا على الحاكم ؟
مؤيد: ما يحدث هو تغيير للمنكر باللسان ، بعد أن كان بالقلب لسنين طويلة ، و هو أفضل الجهاد عند الله ، و أحب أن أعلمك أن معظم أئمة الأزهر (ماعدا علماء السلطان) يشاركون في التظاهر يوميا ، و يمكنك أن تقابلهم و تسألهم بنفسك ، و لأنني لست مفتيا أحيلك إلى فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي ، و جبهة علماء الأزهر ، الذين قالوا أن الاشتراك في الثورة جهاد ، و أن الضحايا شهداء عند الله .
معارض: سمعت من قبل أن الشيخ يوسف القرضاوي إرهابيا ..
مؤيد: أطلقت إسرائيل عليه هذا لأنه يؤيد المقاومة الفلسطينية ، و لكن عموم علماء المسلمين في العالم انتخبوه رئيسا لهم ، فهل تجد مرجعية دينية أرفع منه ؟
معارض: غلب حماري !